الأربعاء، 15 يونيو 2016

خيال لمبة: قصة عُنف وغشومية للكبار فقط جزء (5)

خيال لمبة: قصة عُنف وغشومية للكبار فقط جزء (5)
الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى  
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

كنّا تقريباً فى دار السلام. عرابى كان عارف المنطقة وعامل فيها مرشد سياحى.
“المترو هتلاقيه أخر الشارع ده.”
“احا يا عرابى، انا مش جى أشترى شقة، ركز مع العيال.”
الشاهين كانت قدامنا بعربيتين وشنبو كان مهدى وبيدور على ركنة. كنت خايف يكونوا بيعملوا مشوار وبنضيع وقت، بس قلت حتى لو الكلام ده صح، لما نوصل فى الآخر لهما قاعدين فين، هنخلص كل الحوار ده لو عادل طلع هناك. كانوا بيخشوا الفيلا كإنها بتاعتهم، وبيروحوا فى اى وقت. لإما هما عارفين الواد فين، لإما عارفين إنه مش هيرجع الفيلا تانى. الشاهين وقفت جنب مدخل شارع ضيق وإحنا وقفنا الناحية التانية بعيد عنهم.
“شكلنا هننزل فى المطر يا عرابى باشا.”
“ننزل يا فارس بيه، ماننزلش ليه؟”
مدينا وراهم بس لقينا شنبو طالع تانى من الشارع ورايح للعربية. هدينا وإحنا بنعدى وكملنا للناحية التانية. شنبو دخل العربية ودور.
“إرجع العربية وخليك وراه، انا داخل ورا العيال.”
“بلاش أسيبك لوحدك هنا.”
“تصدق مافيش إحترام للأشقيا؟”
سبته ودخلت الشارع. كان بيجرى ناحية العربية عشان يلحق الشاهين. عملتله بإيدى علامة “موبايلت بقى” قبل مايركب. دوّرت على العيال، كانوا فى آخر الشارع. مديت شوية وكنت خايف أتزحلق فى الطين. الحشيش كان عمّال بيطير من نافوخى بعد كل خطوة بس الترمادول لسه عمال بيزقنى لقدام. ومع كل خطوة كنت عمال أكتشف أد إيه انا عبيط وهودى نفسى فى داهية.
فضلت ماشى وراهم وانا بحاول أحفظ اى علامات ممزية فى كسم الدهاليز دى. وصلنا لشارع ساكت، قبل مايخشوه واحد فيهم بص عليا وكنت متأكد إنه شافنى، أو بيتأكد إنى لسه وراهم. كان ريقى ناشف وحاسس إنى عايز أرجّع، كس ام الحشيش. مشيت برّاحه ناحية الشارع اللى دخلوه، سندت على الحيطة وملت شوية عشان أشوفهم من غير مايخدوا بالهم منى. كانوا بيرفعوا جنزير محل وداخلين.
وقفت مش عارف أعمل إيه، مشلكة الشوارع دى إنك ماينفعش تقف فيها كده من غير ماحد يجى يسألك إنت بتعمل إيه هنا. ولعت سيجارة وسندت بضهرى على الحيطة، طلعت التليفون. إتصلت بعرابى بس موبايله كان مرفوع من الخدمة. فكرت أتصل بفوئش بس خدت بالى إنى بعمل أى حاجة عشان ماتحركش وخلاص. ندمت إنى ماخدتش المطوة من عرابى، ومشيت ناحية المحل وانا ماسك السيجارة السوبر كإنها سلاح.
“سلامو عليكو.”
دخلت المحل بس ماكنش فيه حد. كان محل بويات صغير وكان فيه باب مفتوح ورا المكان اللى بيقف فيه البياع، شكله بيودى على مخزن. فكرت أخش أشوف فيه إيه جوا بس لقيت واحد منهم طالع.
“خير؟”
إبتسامته ماريحتنيش. قبل مافكر فى حاجة أقولها سمعت صوت تنقيط مية وحسيت بحركة ورايا، لقيت الواد التانى نازل على دماغى بشومة. رفعت دراعى الشمال وحسيت إنه إتكسر من غباوة الضربة. كان هيرفع الشومة تانى بس دخلت بدماغى فى وشه وفضلت ماسك إيده. التانى كان ماسك حاجة بتلمع وجايلنا، حاولت ألف الواد أبو شومة وأرميه عليه بس ملحقتش، خدت شلوت فى جنبى والشومة إدَّفَسِت فى بطنى. وقعت على الأرض وعرفت إن الحوار خلص. الوقعة بموته. حاولت أحمى نفسى بإيدى ورجلى بس بعد كام ضربة الوجع كان بيخف وصوت شتيمتهم كان بيبعد. خدت ضربة تانى على دماغى، حسيت بهزّة مش وجع، وبعد كده ماحسيتش بحاجة.
كنت واقف باليل تحت برج من أبراج عثمان بحاول أولع سيجارة. ركزت عشان كان فاضل عود كبريت واحد. أول ما لمس الشطّاطة، علبة الكبريت كلها ولعت وإيدى إتحرقت. كنت سامع سرينة عربية المطافى ووقفت مستنيها وانا بتحرق. خدت بالى إن فيه جسم مرمى على الأرض تحت البرج، كان بيتحرك؟ عربية المطافى جَت وكانت شاهين نبيتى. نزل منها شنبو والعصابة لابسين لبس المطافى وجريوا عليا بالخرطوم. كنت بحاول أوصل للجسم قبل ما البرج يقع عليه. سمعت رجليهم بتقرب وواحد فيهم ندهلى. بصيت ورايا ومية الخرطوم إنفجرت فى وشى.
“إتصلت بعلاء؟”
“موبايله غير متاح.”
“رش مية على الواد ده تانى، لما نشوف آخرتها.”
كنت حاسس إنى إتحولت لكدمة كبيرة، كل حتة فى جسمى كانت بتصرخ وحسيت إن مخى ورم ودماغى بقت صغيرة عليه. إفتكرت الأول إنى شخيت على روحى وبعد كده خدت بالى من الجردل اللى تحت رجل الواد. ماكنتش عارف أركز فى أى حاجة وكل الخطط اللى بفكر فيها عشان أهرب كانت عبيطة، ومع كل فكرة فاشلة كنت بكتشف أد إيه هايطلع دين أمى.
“صحى النوم يا قطة، إيه العلقة كانت شديدة عليكى؟”
كنت شايف حاجتى محطوطة على ترابيزة وراهم، كان واحد فيهم بيقلب فى محفظتى، خد منها الفلوس وحطّهم فى جيبه.
“قولى بقى يا عم فارس، كنت ماشى ورانا ليه ومين زقك علينا؟”
إستمْوت وعملت عبيط. الموابيل كان على الترابيزة وكنت بفكر فى أى حاجة أعملها عشان أوصله وأتصل بعرابى.
“انا كنت ماشى فى الشارع عادى يا عم أنت، فكونى.”
“ماتحورش يا متناك.”