خدت كشاف قَلّب بيا الكرسى ووقعت على إيدى اللى متكتفة فى ضهرة. يابن المتناكة، يابن الشرموطة، لو فكيت نفسى من الكرسى ده هاطلع دين امك انت والعلق اللى معاك. ورحمة امى هاخليكوا تعيطوا يا خولات يامتناكين.
“ونمرة موبايلك هيا هيا نفس نمرة “ظابت أمن الدولة” صدفة؟ دانتا ليلة امك سودة.”
“مين اللى باعتك؟ الشرموطة اللى إسمها نهى؟”
ماقَلش عادل، إبتديت أخاف يكونوا عملوا فيه حاجة وانا هاحصله. كده كده خربانة خربانة، بالمرة أعرف.
“واحد أسمه عادل.”
واحد فيهم ضحك بس التانى بصله عشان يسكت وبعدين قرب منى، جزمته كانت جنب وشى.
“انت عامل نفسك ناصح علينا يعنى؟”
شاط دماغى. ماحستش أوى، بس عملت نفسى ميت على الأرض. كنت عايز أى راحة.
“اللابتوب فين؟”
“مع سوسته.”
“سوسته مين؟”
“انت هاتستهبل؟” تفيت دم.
عدلنى بالكرسى وقعد قدامى على علبة بويا، كان ماسك مناخيرة اللى بوظتهاله.
“رامى، كلم علاء شوفه فين، وإطلع هات العدة من شقتى.”
“ماتبدأش الحفلة من غيرى طيب.” ضحك وخرج من باب تانى شكله بيودى على العمارة من جوا.
“بص يابن الناس، انت كده كده هتقولى اللى انا عايز أعرفه. لخص، عشان تريح نفسك. انا مش هتْعب.”
“عايز تعرف إيه؟”
“سوسته قالك إيه بالظبت؟”
الغلطة هنا بجون.
“قالى إن انت وعلاء ورامى فيه حد مأجركم تعملوا حاجة فى عادل.”
“وإيه تانى؟”
“وإن اللابتوب بتاع الواد ممكن يتعمل منه مصلحة جامدة خسارة فيكم.”
“قالك عليه إيه؟”
“لأ، لكن لو عايز انا ممكن أقولك سوسته شايله فين وتسبنى.”
“لأ ماتتعبش نفسك، إحنا هنجيب سوسته من بيته ونشوف مين فيكم بيكذب.” نده لرامى بس ماحدش رد.
“خليك هنا مستريح، فقرة الساحر لسة مابتدتش، لو عملت صوت هاجى أنيكك.”
أول ما خرج بصيت حوليا زى المجنون. النور الأصفر الباهت بتاع المخزن مابيّنْليش أى حاجة ممكن تساعدنى. حاولت أعمل أى إبن متناكة فى الحبل اللى كنت مربوط بيه بس ماعرفتش، دراعى الشمال كان مرفوع من الخدمة. إتنفست برّاحة عشان أهدا وأسمع بيحصل إيه برا. صوت رجلين نازلة من سلم، صوت أكتر من رجل بتبعد وبعد كده بتقرب من الباب اللى فى ضهر المحل. صوت كرسى بيتشد، صوت توليع سيجارتين، صوتهم بيتكلموا.
إتحركت بالكرسى ناحة الترابيزة وانا بحاول أسمع هما بيقولوا إيه. كانوا مستنين شنبو، واضح إنه الراس الكبيرة. دوست بدقنى على زرار الإتصال مرتين، وقربت ودانى، سمعت صوت جرس. حسيت بيهم بيتحركوا وكلامهم وقف فاجئة. رجعت بسرعة لمكانى. فتحوا الباب ودخلوا وهما شايلين شنطة هاند باج مِترّبة، كانت بتشخلل.
“زهقت؟”
“قولنا نسليك شوية عقبال ما علاء يجيى.”
“إنت هتعمل إيه يا عم إنت وهو، يا ناس ياللى…” زعّقت بعلو صوتى، دعيت إن عرابى مايكونش قفل السكة.
“بس يابن المتناكة.” زقنى برجله، وقعت بالكرسى تانى وعملت دوشة على قد ماقدرت.
“إنت بتصرخ من دلوقتى؟ أومال لما الحفلة تبتدى هتعمل إيه؟”
طلع كَتَّر من الشنطة وقرب عليا بيه وهو فاشخ ضَبُه. سبّيت الدين لنهى ولعادل ولعرابى ولكسم الناس كلها. حاولت أتحرك زى السمكة على الأرض، ضحكوا أكتر. سمعوا صوت حد داخل المحل وسكتوا. بصيت للباب وانا بتخيل عرابى والحكومة جايين ينقذونى. الباب إتفتح وشنب شنبو بان ورا منه. ماكنتش أتخيل إنى هبقى سعيد كده لما أشوف الشنب ده. أى حاجة أكسب بيها وقت، الأمل فى عرابى دلوقتى.
“بتعملوا إيه ياولود الوسخة؟”
بصلى وبصلهم تانى. “تعالوا.”
خرجوا كلهم ورامى كان بيقوله إنه ماعرفش يشرحله فى التليفون. قفلوا الباب بس صوت كلامهم كان واصلى. إتحركت بالعافية ناحية الموبايل. ماكنش فيه مكالمة شغالة. حاولت أمسك نفسى وإتصلت تانى.
تت تت تت تت تت تت انا عشتى حرام فى حرام انا عشتى حرام فى حرام، سمعت درْبكة فى المحل، نسيت عذاب اللى مابينام، فى حاجة فرقعت برا وخبّطط فى علب البويا والباب الخشب، ودانى صفرت من صوت الفرد. لقيت شنبو ورامى نَطّين فى المخزن وبيجروا ناحية الباب اللى بيطلّع على العمارة، كعبلت رامى برجلى وإتْكفى على الأرض قدامى، صوت دماغه على البلاط خلى جسمى يأشْعر. شنبو طلع السلم وكان عمّال يشتم ويزعق.
بصيت للباب ولقيت عرابى مدخّل راسه بس وبيأمّن. وشه فكرنى بكلب وَفّى، وكان نفسى أبوسه من بقه ساعتها. لما شافنى إتخض وجرى عليا، كان لسه منشّن الفرد ناحية السلم وبيقطع الحبل بإيده التانية. قومنى من غير مايتكلم، إستغربت إنه مذلّش أهلى وقالى ماسمعتش الكلام ليه. خدت حاجتى من على الترابيزة بسرعة.
“إبقى إسمع كلامى بعد كده.” إدانى المطوة وشاور على رامى، “علم على الواد ده بسرعة ويلا عشان إحنا ممكن ندّفن هنا.”
“عيازين ناخد حد منهم معانا.” قلتها تأدية واجب ومعلقتش لما شخرلى. قفلت
المطوة، ضربت رامى شلوت، ووطيت خدت فلوسى منه.
“يلا بينا طيب.”
خرجنا للمحل وحسيت إنى إتولدت من جديد. الهوا كان ساقع ونضيف. كان فيه دوشة فى المنطقة وصوت ناس. وإحنا بنجرى من المحل كنت هتكعبل فى الواد التالت، كان متكوم على الأرض وضهرة مخرّم. جرينا من شارع المحل، الشبابيك كانت بتتفتَّح والأنوار كانت بتزيد. شنبو ضرب علينا نار من بلاكونة فى الدور الأول بس كنا خلاص فى آخر الشارع. إتزحلقت فى الطين وانا بحوّد، عرابى شدنى وفضل يهوش بالفرد لو أى حد وقف قدامنا. فتحت المطوة بإيدى اليمين وحاولت أساعده. إتمنيت يكون عارف مخرج الدهاليز دى، إتمنيت إن السبعة وعشرين تطلع على طول، إتمنيت إن وشى مايكونش باظ وإنى أوصل لسريرى وأنام ستين سنة.
طلعنا على الشارع الرئيسى، عرابى كان بيسحبنى سحب ناحية العربية. كان فيه كام واحد بيجروا ورانا تأدية واجب، وكام صاحب محل خرجوا يشوفوا إيه الدوشة دى. كنت قلقان من شنبو وخفت يطلع من وسط العالم دى وينشّنا. دخلت العربية وكل ثانية عرابى خدها عشان يلف ويركب عدت عليا بسنة. رمى الفرد فى حجرى وركب، هوّشت بيه عيّلين كانوا جايين بكزالك. أول ما الغسالة إشتغلت وطلعنا، ريحت دماغى على الكرسى وبصيت فى مراية الباب على الناس اللى قعدوا يصْغروا بسرعة لغاية لما إختفوا.
“على فين؟”
“إطلع على الصيدلية.”
#ضرب_نار_للصباح_الباكر
#يتبع