الأربعاء، 15 يونيو 2016

خيال لمبة : قصة غموض و إثارة للكبار فقط جزء (1)

خيال لمبة : قصة غموض و إثارة للكبار فقط جزء (1)
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

كنت قاعد فالسايبر على مكتبى الجربان ببعبص على النت. الساعة كانت لسه تسعة الصبح ومكنش فيه زباين كتير، كام عيل من ولاد البوابين قاعدين بيلعبوا كونتر. الشمس كانت داخلة من باب المحل عشان تضرب فى عينى بس، مش جايبه دفا معاها. كنت مطبق من اليوم اللى قبله ومستنى منصف صاحب السايبر يجيى يبدأ “الشيفت” بتاعه. منصف صاحبى مع انه أكبر منى بكام سنة. كان بيسبنى “أشتغل” من عنده فالسايبر قصاد انى بالمرة أمسكله المحل عشان يطلع ياكل او يستريح.
السايبر كان دار رعاية للعواطلية والفشلة. منصف استسلم للأمر الواقع وبطّل يدوّر على شغل تانى، وحب يوفر خدمة لزباينة اللى مش لاقين شغل برضو. كنت قاعد بقنع نفسى انى بشتغل. ورغم ان كان فيه فعلاً ناس بتجيلى عشان أحل مشاكلهم، منصف برضو مكنش مقتنع ان اللى بعمله ده شغل وكان بيتريق عليا…”قالك مخبر خصوصى قال.”
آخر مصلحة جاتلى كانت من شهرين. الزباين دايماً كانوا ناس من المنطقة. اب عايز يشوف ابنه بيضرب بيسه ولا لأ، او ام عايزانى أمشى ورا بنتها أشوف بتروح فين و بالمرة احميها من العيال بنت الوسخة اللى ماليه الشوارع. الحياة ما كنتش ماشية، بس اهى بتعرج. خمسين جنية من هنا وميّة من هناك والباقى من خالى اللى كنت عايش معاه هنا فى حدايق المعادى. خالى كان الورقة الوحدة اللى باقية فى شجرة العيلة. مكنتش قايله على شغلتى عشان ميسبّليش الدين ويقولى أروح أشتغل معاه فالفندق اللى هو شغال فيه.
وانا قاعد سرحان دخلت عليا وفجأة حصل كسوف. الشمس إختفت ثوانى عشان كان فيه قمر بينى وبينها. نزلت الكام سلمة وبقت جوا المحل. كانت جميلة مفيش كلام. جمال بصتله من بعيد لبعيد عشان موسّخوش. صوت العيال اللى فالمحل هدى. كله عايز يشوف المزة اللى داخلة دى مين. قربت من المكتب وكانت متوترة. قلبى كان بيقلد صوت كعبها على بلاط المحل الوسخ. كان باين عليها النضافة، اكيد مش من المنطقة. اتعدلت على الكرسى وقفلت موقع السكس اللى كنت فاتحه.
“اتفضلى.” شاورتلها على كرسى قدام مكتبى. قعدت من غير مترد وحطت شنطتها على المكتب. الشنطة كان شكلها أغلى من المكتب والجهاز اللى عليه.
“تحت امرك.” ابتسمت وحاولت ابيّن انى بروفيشنال. كان واضح انها لسه بتشاور عقلها.
“انا جايه بعد ما شوفت البيدج على الفيسبوك.” ايوه بقى. صفحة الفرسان للتحريات الخاصة عاملة شغل. كنت متأكد ان ام الصفحة دى هتجيب حاجة غير التريقة و المزولات.
“اهلا، تشربى ايه الأول؟”
“لأ، ميرسى مش عاوزا حاجة.”
“شكلك بخيلة من اولها…لو مشربتيش حاجة مش هساعدك.” محستش انها استلطفتنى.
“اوكيه، اى حاجة.”
“ياض يا خالد، روح هات حاجة ساقعة مل كشك بسرعة.” زعقت عشان يفوق.
“طب وقف الوقت يا عم فارس.” قام وجرى يكحَّت بالشبشب بتاعه بره المحل.
“خير؟” سألتها وانا بطلَّع مفكرة وقلم من الدرج. خدت بالى انها ابتسمت ابتسامة خفيفة لما عملت كده.
“قبل ما نتكلم…ممكن أعرف ايه مؤهلاتك؟”
“معايا اعدادية.” هى صحيح مزة، بس نظرة الشك والأستخفاف طلعت العيل البضين اللى جوايا.
لاحظت انى إتبضنت، “ام سورى، بس انا كنت فاكرة انى هلاقى مكتب وناس كبيرة لما اجى.” صوتها الناعم خلانى اسامحها.
“الناس الكبيرة دى ملهاش حمل للمشاكل والحوارت.”
“قصدى ظابت متقاعد او حاجة.”
“بصى، انا اكيد مختش كورسات فل موضوع ده. بس انا شاطر، وأظن انك شوفتى الناس كاتبه ايه عل فيسبوك.” طبعاً معظم كومنتات الشكر كنت انا اللى كتبها فى وقت فراغى.
كلامى اقنعها شويه، وابتدت تستريح على الكرسى. خالد رجع ومعاه ازازة فانتا تفاح. شالت ايدها من جيب الجاكت القصيّر وخدتها منه، “ميرسى.” فضل واقف جمبها.
“خش ياض عشان انا شغلت الوقت تانى.”
بصلى بصة ماشية معاك حلاوة ومشى يكحت بالشبشب ناحية جهازه.
خدّت بؤ صغير وحطط الازازة على المكتب.
“انا عايزاك تدور على صحبى.” حسيت بخيبة الأمل وقتى. اكيد طبعاً هتبقى مصاحبة، اللى زى دى حرام فيها السنجَّله.
“هو مختفى من امتى؟”
“اسبوع.”
“اسمه ايه؟”
“عادل السويسرى.” اسمه مكنش غريب عليا، كان من الاسماء اللى تحسسك ان صاحبها واحد مهم، حتى لو هو جربوع.
كتبت اسمه و سألتها اسمها ايه.
“نهى منصور.”
“طيب يا نهى، احكيلى بقى ايه اللى حصل.”
“مفيش، اخر مرة شوفته كان من اسبوع…ومفيش حد من صُاحبه عارف هو فين.”
“بس ده مش سبب انك تأجرى حد يدور عليه، اتكلمى بصراحة.”
كان واضح انها مخبيه حاجات كتير. بس الحاجة الوحيدة اللى كنت متأكد منها انه مفركّش مثلاً وإداها الصبونة. إلا لو كان عيل أهبل طبعاً.
“عادل متهور وبيحط نفسه فى مشاكل كتير، انا خايفة ان حد يكون عمل فيه حاجة.”
“مشاكل ازاى يعنى؟” طلَّعت علبة السوبر من الدرج وولعت سجارة. معزمتش عليها عشان حتى لو بتشرب سجاير اكيد مش هتشرب كوكو الضعيف.
“بص، كان فيه ناس بيرخموا عليا وانا حكيتله…وحاسه انه حاول يتصرف معاهم بس معرفش.”
“بيرخموا عليكى إزاى؟” كل معلومة باخدها منها بطلوع الروح. رجعت تتوتر تانى وكان باين انها مش عايزه تشرح.
“يعنى ناس كده عاكسونى كزه مرة فى نايت كِلب بروحو انا وصحابى، ولما حكيتله اتنرفز وحلف يتخانق معاهم.”
“و بعدين؟”
“قالى مروحش هناك تانى غير لما يقولى…الكلام ده من اسبوع، ومن ساعتها معرفش عنه حاجة و خايفة أروح.”
“اسمو ايه النايت كِلب ده؟”
“ذا ثن لاين.” مكنتش عارفه، انا اخرى كان بارات وسط البلد.
“مين بقى الناس دول؟”
“معرفش…لكن هما ناس كبيرة مش شباب.” كانت بتكدب، بس انا كنت متعود على الكدب. مفيش حد بيجيلى غير لو كان فى حاجة مكسوف منها او خايف الناس تعرفها، وإلا كان راح للحكومة.
“طيب، ادينى يومين كده وانا هجيبلك قراره.”
ابتسامتها نورت المحل. حسدت ابن المحظوظة ده على انها بتخاف عليه.
“مرسيه اوى، بس يا ريت متجبش سيرتى لحد وانت بتدور عليه.”
“عيب عليكى، فاهم طبعاً.”
خدت منها كل العناوين وارقام التليفونات اللى ممكن احتاجها واديتها رقمى.
“كلمينى لو فيه جديد.”
كانت هتقوم بس إفتكرت حاجة، “انت مش هتاخد منى فلوس؟”
مكنتش بحب نظام سواقين التاكسى وحوار خلى عنك وبتاع، ده غير ان مكنش معايه فلوس.
“انا باخد ميت جنيه اتعاب فل يوم، و بقبض اول تلات تيام دفعة واحدة…وطبعاً لما الموضوع بيتحل باخد مكافئة.” ألفت الأرقام فى سعتها. لما طلّعت الفلوس من الشنطة من غير متفاصل ندمت انى مطلبتش اكتر. مكنتش هنصب عليها، بس انا فعلا شكلى هحتاج فلوس كتير فى الحوار ده.
خدت الفلوس منها وحطيتهم فجيب البالطو الصوف اللى كنت معلقه على ضهر الكرسى بتاعى. وصلتها برا المحل. الجو كان برد فشخ. مشّيت ناحية عربيه باسات سوده راكنه قدام المحل. لمحت منصف جاى على المحل والإندهاش كان باين على وشه. حمدت ربنا انها مشيت قبل ما يجيى.
“احا مين دى؟” كان باصص على العربية اللى فى ثوانى كانت فى آخر الشارع.
“زبونه ياسطا.”
“تانى؟ يابنى بطل هبل.”
فكرت اورّيله الفلوس عشان أكبسه بس قلت بلاش، كان ليه عندى خمسين جنيه ومكنتش عايز أصرف من الفلوس ساعتها.
“يا عم مش أحسن من انى أقعد فاضى؟”
“لو هتجيبلنا قطط زى دى كل يوم معنديش مانع.”
دخلنا المحل. الدفا كان الحاجة الوحيدة الكويسه فيه. كل حاجة تانية رجعت وحشة وكئيبة بعد ما نهى مشيت.
“احكيلى بقى، عايزه ايه الهانم؟”
“مقدرش أقولك، دى اسرار العميل.” كنت ببضن عليه. لو هو شايف ان اللى بعمله هبل يبقى مالوش فيه.
“ماشى يا عم كونان، انا هبعت اجيب اكل، عايز ولا هتطلع تنام؟”
“اه هاتلى اتنين فول بالشطة، انا هقعد أشوف حاجة كده على النت.”
بعت عيل من العيال يجيب الأكل وراح قعد على مكتب قصادى.
فتحت الفيسبوك ودورت على اسم الواد. بعد كام محاولة لقيته. طبعاً استبضنت شكل امه على طول. كان واد ابن ناس برضو…نضرات شمس، فورمة الساحل، عربيات، وصور فى حتت عمرى ما رحتها. نهى كانت معاه فى كزا صوره وكانت سعيدة فى كل الصور. كان لسه فى الجامعة مع ان شكله أكبر. واضح انه كان سقّيط. بعد ما فلّيت البروفايل بتاعه عرفت انه عايش لواحده فى فيلا فالمعادى. اهله تقريباً مسافرين او عايشين فى بيت تانى عشان كان واضح انه بيعمل حفلات كتير فى الفيلا، ومنظر الحفلات كان ميرضيش اى أهل. طبعت صورة لوشه مكنش لابس فيها نضارة او مادد شفايفه وعامل بوز. دخلت على بروفايل نهى بس كانت عامله كل حاجة برايفت. فتحت جوجل اريس عشان أعرف بلظبت مكان بيته والنايت كِلب اللى اسمه كان ايه؟ اه، زا سن لاين.