الأربعاء، 15 يونيو 2016

خيال لمبة: قصة حياة وموت للكبار فقط (11)

خيال لمبة: قصة حياة وموت للكبار فقط (11)
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

مش عارف قعدت كده أد إيه. رَفّعَت راسى وبصيت على نور القمر اللى جاى من ورا قضبان الشباك الحديد. تخيلت نفسى باصص من شباك أوضتى بشرب سيجارة وزهئان. جالى شعور مفاجئ بالأمل وصممت أطلع من هناك، وبرضو آخر نُص معايا ساعد شوية. قومت وقعدت ألف حوليا. الباب مش جامد، بس الفكرة إنى مش عاوز أعمل فرح وانا خارج.
مش عارف إزاى إفتكرت حوار بكار. مع إنى كنت بتبضن من الكارتون ده شوفت مرَة بكار بيطلع من أوضة محبوس فيها وانا عيل والحوار ده عَلّق معايا. بصيت من خرم الباب لقيته مسدود، إشطة سابو المفتاح. قعدت أدور على حاجة رُفَيعة لغايةّ لما لقيت مسمار كبير مرمى جنب صناديق وجراكن.
قلعت البالطو، فردت طرفه على الأرض وعديته من تحت الباب. طَلّعَت يجيى رُبعه عشان أتأكد. خدت المسمار من شافيفى وحشرته فى خرم الباب، زقيت بيه لغاية لما المفتاح وقع برا. صوت الوقعة كان مكتوم وعرفت إنه وقع على البالطو. شديت بشويش والمفتاح جالى لغاية عندى. كله بالحنية بيفُك. شكراً يا عم بكار.
قومت ولبست البالطو تانى. يابو كف رقيق وصُغير. فتحت الباب أكنى ببطل مفعول قنبلة وبصيت ناحية نور الصالة. حمادة كان قاعد على الكنبة وساند رجله على الترابيزة. كان مديلى ضهره. إتحركت بشويش وانا بفكر هاعمل إيه. مش هاعرف أطلع الدور التانى من غير ما يحس بيا، الكلام ده فى الأفلام بس. كنت خلاص قربت منه. جيت من فوقه وخطفت الفرد من إيده. حاول يقوم بس قعدته وعملتله هُص بصباعى.
كلّمتُه بصوت واطى، “لو فاكر إنى باقى على أى حاجة تبقى عبيط، هتحاول تعمل صايع هازعلك.”
فضل ساكت وباصص على الفرد.
“سيب موبايلك هنا وأطلع من الفيلا ما تتلفتش وراك.”
كان شكله مش مصدّق بس طَلّع موبايله وحطه قدامه. قام ومشى ناحية الباب على مهلُه وهو فارد إيده لجنب. إديته شلوت خفيف على الطيز عشان ينجز، بص لورا قال بيعترض يعنى. لما خرج قفلت الباب وراه برّاحة وتَرْبِسته. ماكنش فارق معايا هيروح فين ولا هيعمل إيه، خلاص الحوار هيخلص دلوقتى، يا صابت يا خابت.
السِلّم كان بيزيّق وماكنش فيه صوت جاى من فوق. باب الأوضة كان موارب وطالع منه النور أكنه بيهرب. قلبى كان عامل زار وريقى كان أنشف من أولويز بالأجنحة. رَفّعت الفرد فى مستوى كتفى وبصيت براسى جوا الأوضة. نزّلت دراعى بالحركة البطيئة ودخلت أكنى مِتنَيّم مغناطيسى.
نهى كانت قاعدة على الأرض وحاطة إيدها على روكبها. الدموع سيّحت مكياجها ونور الأباجورة التقيلة اللى مرمية قدامها خلاها عاملة زى الشبح. جسم عادل كان شكله أضخم من اللازم فى النور ده، كان مرمى على الأرض أكنه مطب عريض. زقيته برجلى ماتحركش. نهى كان باصه ناحيتى زى العُمى. عملتى إيه الله يخرب بيتك.
قعدت على السرير وسندت دراعى على الفرد. ماكنتش محتاج أعرف منها أى حاجة. كنت عايز أعرف انا هاعمل أيه.
“مات؟” بصتلى أكنها لسه صاحية من النوم.
“لأ، بيلعب ثَبِّت صنم.”
عيطِّت.
ماكنتش قادر أبقى الصدر الحنين فى الظروف دى. ولّعت سيجارة عشان ماكنش فيه اى حاجة تانية تتعمل. نهى قامت وقعدت تعدل هدومها أكنها متبرمجة.
“لازم نمشى من هنا.”
ماكنتش مركز معها.
“فارس؟”
“عايزة إيه من خرا؟”
وطت صوتها، “لازم نمشى.”
“وبعدين؟”
“ننسى الموضوع، ملناش دعوة.” لما إتحولت كده حسيت إن فى جردل مية ساقعة إدلق عليا فوقْنى من الغيبوبة اللى كنت فيها.
زعقت فيها، “هو الواد ده مالوش ناس تسأل عليه؟ ما أكيد الحكومة هتخش فى الحوار، لو مش دلوقتى يبقى بعدين.”
“هنعمل إنه إتسرق، ماحدش هيدقق.”
“إزاى يعنى؟ لازم هيسألوا الناس اللى حاوليه على الأقل، ده قتل يمّا.”
“ملكش دعوة، انا اللى هتسأل مش إنت.”
ماكنش عندى اى شك خلاص إنها هتعرف تكذب على أى حد هيحقق معاها.
“انا كده كده، ماشية، عايز تقعد براحتك.” مِشيت ناحية الباب.
قبل ماتطلع سمعنا صوت الشاهين. نور فوانيسها دخل لغاية عندنا من بين الستاير.
“إنزلى إفتحيلهم.”
فكّرِت شوية ونزلت.
قومت أبص، كان نور العربية إتطفى. خدت آخر كام نفس من السيجارة ورمتها من البلاكونة. مش عارف حوار السرقة ده ينفع ولا لأ. كنت عمّال أقنع نفسى إن الحكومة عندنا مبتتعبش نفسها، هيلبّسوها لكام عيل مسجل خطر ويقفّلوا الموضوع على كده. ومش عارف بقى حوار البصمات يتخاف منه ولا هيبقى اى كلام. كان فيه مليون إحتمال بيلفوا فى دماغى وفوقت لما عرابى وشنبو دخلوا عليا، حذرهم إتحول لخَضَّة فى ثوانى.

خيال لمبة: قصة خيانة وخوازيق للكبار فقط جزء (10)

خيال لمبة: قصة خيانة وخوازيق للكبار فقط جزء (10)
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

إفتكرت إزازة الفانتا وغناها فى البار وفيلم السكس، ونسيت كل حاجة تانية. خدت وقت أكتر من اللازم عشان أحس بالعربية اللى وقفت تحت الفيلا. سبت شفايفها أكنى بسيب أمبوبة أكسجين تحت المية وقمت أبص من ورا الستارة. العربية الشاهين كانت سَدّة البوابة ولقيت واحد طالع بيجرى منها ناحية الفيلا. ماكنش حد من العصابة، أكيد عادل. شنبو وعرابى كانوا بيمدوا وراه، شنبو كان مطلّع سلاح. الواد صاحب عرابى فضل مستنى برا. كان عندى شعور مبهم إنى إتبعبصت.
“فيه إيه؟” حطت إيدها على كتفى وحاولت تبص.
“عرابى شاكله باعنا.” سمعنا الباب بيترزع تحت.
“هى فـــــــــــين؟” صوت عادل كان زى ماتوقعته، بضان.
نظرة الخوف فى عينيها فوقتنى من الصدمة وإتحركت. كنت عارف إن مافيش أى حتة نستخبى فيها. سبتها وطلعت من الأوضة بسرعة عشان ألحق أتصرف. قابلت عادل على السلم، كان طالع بيجرى زى السعران. كنت سامع صوت رجلين طالعين وراه ورجل نهى طالعة من الاوضة، وصوت ركبى وهى بتتهز.
وقف لما شافنى على أول السلم وبصينا لبعض لثانية عاملة نفسها ساعة. ماكنتش عارف كان بيفكر فى إيه، بس كان واضح إنه مش طالع ياخد نهى بالحضن. ضربته بالشلوت فى كتفه وإتفاجئت إنه وقع وخبط فى شنبو وراه. كان عريض نيك إبن الوسخة. شنبو رفع عليا الفرد من تحت عادل بس عرابى مسك إيده وطلع يجرى ناحيتى، كان معاه فرد برضو بس ماكنش هايضرب بيه. كان باين على وشه عملته السودة.
“معلش يا صاحبى، سبلى انا الطلعة دى بس وماتخفش.” قالها أكنه بيعتذر.
“إنت عيل إبن متناكة.” كنت كارهُه أكتر من شنبو وعادل فى نفس الوقت.
“يا عم إنت فاهم غلط، الشرموطة دى ضاحكة عليك، صدقنى هنطلع بمصلحة حلوة.”
عادل وشنبو كانوا واقفين وراه بيتفرجوا علينا، كان واضح إنهم مش هيصبروا أكتر من كده.
“بقولك إيه ياض إنت، خد صاحبك وأمشوا وبكرا عدى عليا بالفيلم وهديك الفلوس اللى إتفقت معاه عليها.” احا اما شغال عند امك؟
“يلا يابو الفوارس.” عرابى بصلى أكنه بيقنعنى أشترى قميص غالى.
“هتعمل فيها إيه؟”
“ملكش فيه.”
“خده ودفيه.”
عادل بصلهم وطلعوا يجروا عليا. عرابى كان عامل زى العيال البضان اللى بتيجى تحوش فى الخنقات بس بيكتفوا الواحد، وشنبو كان هو الخناقة كلها. حاولت أعافر، نهى صوتت، عادل إداها قلم سمعته بس عشان كنت مشغول ساعتها. فاجئة لقيت نفسى فى الحمام وشنبو فوقى، عرابى كان بيحاول يشيله من عليا وفى نفس الوقت عايزنى أفضل على الأرض. كان فيه صوت جرى برا، شنبو قرر يستعمل الفرد أكنه إيد هون، بعد كام خبطة رحت فى داهية.
كنت واقف فوق برج من أبراج عثمان ومعايا نهى. الهوا كان هايطيرنا من فوق البرج. حاولنا نمسك فى أى حاجة بس كل الحاجات كانت بعيدة. كنا بنقرب من السور، نهى كانت ورايا. خَبَط فى السور ووقعت، بصيت وريا ناحية السطح اللى كان بيبعد بسرعة وماكنتش عارف نهى مالحقتش تمسكنى ولا زقتنى. قربت من الأرض وشفت عرابى فارد دراعه. إفتكرت آخر مرة لما كنت مكانه وعرفت إنى هاموت. عينيه كانت بتعتذرلى وانا عند الدور التانى. عند الدور الأول جرى. عند الدور الأرضى فوقت.
كنت مسطّح على كنبة فى الصالة، لقيت عرابى قاعد على المسند جنبى وعمّال يهزنى. شنبو كان ساند على ترابزين السلم بينهج. عادل ونهى ماكنوش موجودين. أكيد فوق. ماكنتش متكتف وكان باين إن عرابى قلقان عليا. المغفل. الطمّاع. الدبة اللى بعبصت صاحبها.
“إنت كويس؟”
“وحياتمك؟” قومت، لقيت شنبو جايلى بالفرد، قعدت تانى ودعكت فى دماغى. لازم أفهم في إيه بسرعة، لازم ألحق نهى فوق، لازم أخلص من شنبو بأى طريقة.
“إيه ياعم علاء، ده جزاتى برضو؟” حاولت أتكلم عادى بس ماكنتش قادر أمثل وصوتى كان مخنوق.
“إنت اللى إتغابيت، ماقولنالك أسمع الكلام وخلاص.” حسيت بسِنّة كسوف أو إعتذار فى كلامه هو كمان. احا، لو ضربنى كده وهو حاسس بالذنب كان هايعمل فيا إيه لو كنت روقته فى صالة البلياردو؟
“عادل هيدينا أكتر من البت لو جبناله الفيلم.” عرابى عَزَّم عليا بسيجارة.
“انا مسحت كسم الفيلم قدامكم.”
“أكيد الفيلم معاك، أومال غمزتلى ليه لما كنا عند محمد؟” احا على الغباء، هايبوظ كل حاجة.
شنبو قعد جنبنا على كرسى وكان باصصلى بإهتمام، “ياسطا كفاية حوارات، إنت كنت جدع معايا وانا هبقى جدع معاك، مع إن أى حد تانى مكانى كان حط عليك إنت وصاحبك ده، العيال عندى فى المنطقة عايزين يدفنوكوا بالحيا.”
كنت سامع صوت زعيق ودربكة فوق وماكنتش عارف أركز، “تضمن منين إنه هايدفعلنا فلوس ومش هيبلغ عنك الحكومة؟”
عرابى دخل فى الكلام، “نضمنه أكتر من الشرموطة اللى فوق دى، وبعدين إحنا إتفقنا معاه وهو عارف إنه لو بلّغ عننا حد تبعنا هيطلّع دين امه حتى لو إحنا فى السجن.”
شنبو قاطعه، “وهو مش عايز غير إنه يأدب البت ويفضحها بالفيلم، الناس دى معاها فلوس بالهبل، سبهم ينيكوا فى بعض ونطلع إحنا بمصلحة حلوة.”
دماغى كانت هتفرقع. كنت عايز الفلوس، وعمّال أقنع نفسى إنها غلطانة وكدابة ونامت معاه بمزاجها، وإن الواد طِلع دين أمه وعايز ياخد حقه منها. ده غير إنه مش هايموتها يعنى، آخرتها كام قلم هتاخدهم وفضيحة بين صاحبهم وبعد كده الموضوع هيتنسى. وانا آخد الفلوس وأنسى موضوع شنبو ودار السلام وخيانة عرابى، وممكن حتى نرجع انا وعرابى زى الأول مع بعض، ممكن هو اللى صح.
بس كان فيه صوت إبن متناكة مش سايبنى، مهما عمل؟ مهما عمل. مش عارف دى شهامة ولا كنت بفكر ببتاعى. وبعدين برضو حتى لو فكرت بدماغى، انا ضامن البت أكتر، مع إنها كدابة وحوّرت عليا بس على الأقل هى إديتنى فلوس قبل كده وملهاش مصلحة تإذينى، الواد ممكن يكون فاكرنى تبع اللى خطفوه ومايعرفش إنى انا اللى طلعته من الخرا اللى كان فيه. عايز أتكلم معاه لوحدى، ممكن أعرف أخلّص الموضوع حِبى. لازم آخدهم على أد عقلهم. مهما عمل؟ مهما عمل.
“قلت إيه؟”
“ماشى.” عرابى فشح ضبه طبعاً وشنبو كان باين عليه إنه إرتاح. كل حاجة واقفة على الكام بوء الجايين:
“هاروح أجيب اللاب من المكان اللى أنا مخبيه فيه.” طفيت السيجارة وقومت.
“لا يابو الفوارس، مش هاينفع تروح لواحدك.”
“خلاص تعالى معايا.” إتكلمت بثقة وانا مدى ضهرى لشنبو.
شنبو وشه قلب تانى، “لأ برضو، إنت تقولى شايله فين وانا هاروح أجيبه، خليك هنا مستريح.”
“مش هاينفع، شايله عند واحد صاحبى لازم انا اللى أروح.”
عرابى طبعاً عَرَض يساعد، “مين؟ انا أعرفه؟”
“فوئش.”
“تختخ؟ الواد اللى وشه نُوسه مُحَبب ده؟”
“اه، هو اللى عرف يفتح باسورد اللاب.”
“لوز، ده اللى ساكن ناحية عاطف؟ فى شارع مية تلاتة وخمسين؟”
“إيوه.”
“فين بالظبت بقى؟”
“يا جدعان هاروح انا وخلاص.”
شنبو شَخّط فيا، “قولنا لأ، إتصل بالواد خليه يجيبه طيب.” احا كده شَخِّت. إفتكرت إن الوقت متأخر وقولتلهم ماشى.


خيال لمبة: قصة مكائد وبعابيص للكبار فقط جزء (8)

خيال لمبة: قصة مكائد وبعابيص للكبار فقط جزء (8)
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

نَفَخِت دخان السيجارة فى وشى بزهق وخيبة أمل، “انا عايزة الفيلم ده.” كان أمر وإستعطاف فى نفس الوقت.
“معايا نسخة على فلاشة لو عايزة.” السماجة أنسب سلاح ضد المُحن.
“عايز كام؟”
بصتلها بـ”إباء وشمم،” زِعلت عشان كانت فاكرة إنى عايز فلوس. انا عايز فلوس طبعاً، بس مش بس، ومش كده.
“عايز أعرف…لو موضوع فلوس ماكنتش دفعت ميت جنيه عشان أدور عليكى هنا” يابنت الصرمة. يارب بس أفتكر أخصمهم من الفلوس اللى هاخدها فى آخر الحوار المهبب ده. ماكنتش فاهم نظرتها، بس حسيت إنى كسرت حاجز معين بينّا. كانت هتتلكم بس سكتت لما الجرسون جاب أكلى، فِضلت متابْعاه وهو بيرص الحاجة. خَلّص ووقف باصصلها.
“تشربى حاجة يافنانة؟”
“هاتلى وايت رشّن يا سيد.”
“مش عايزة حاجة تانية طيب؟”
ماكنِتش حِمل السوبر، طفت السيجارة وبصتله، “ميرسى.”
كان لسه واقف وعامل عبيط، “بس كده؟”
إيه العيل الحكاك ده؟ “ماقالتلك خلاص، متشكرين.”
بصلى من فوق لتحت ومشى برّاحة، “أه، وهاتلى واحد زيها.”
لفِّت وبصت عليه وهو داخل المطبخ. بصيت انا لصدر الفرخة اللى كان باظظ من الساندوتش، عشان مابصش فى حتة تانية. خدت قطمة.
“إيه بئى اللى إنتى طلبتيه؟”
إبتسمت، “وايت رشّن…فودكا بلبن وليكيور.”
“جميل.” احا، إيه وجع البطن ده؟
“إنيواى، إنت عايز إيه بالظبت؟” مالت لقدام وبصتلى بعينها اللى يدب فيهم صواريخ.
“قولتلك عايز أعرف الحوار كله، إنتى كدبتى عليا.” عزّمت عليها تاكل مارضيتش.
“كنت عايزنى أقولك إيه يعنى؟ دور على السكس تَيب بتاعى؟”
“فين عادل؟”
“بجد ماعرفش، ومش عايزة أعرف،” الأجابة بستطنى فشخ، “انا قولتلك دوّر عليه عشان بعد كده أتصل بيك وأقترح إنك تدور على اللابتوب بتاعه، بس إنت كنت أسرع من ماتخيلت.” حسيت بفخر، مع إن الكلام ده معناه إنها، من الآخر، قرطستنى.
قعدت أسمعها وانا باكُل وعامل بوئى صُغيّر. طلع إيه بئى؟ إن حبيب الغفلة بيحب يصور البنات اللى بينام معاهم. واحدة صاحبتها قالتلها على الحوار ده، سألته، عمل عبيط. لما خدت بالها من الكاميرا إتخانقوا ومارضاش يمسح الفليم وطردها، عشان هو وغد إبن متانكة. بعدها هى حاولت تجر ناعم معاه فى الأول بس مانفعش، وقررت، من واره طبعاً، تستخدم العنف، وعصابة الشاهين النبيتى.
“إتفضلى يا فنانة.” الجرسون البضين حط الحاجة ومشى ناحية باب المكان، خرج برا.
“وعرفتي الأشكال الوسخة دى منين؟” برضو الموضوع مش راكب على بعضه.
“إشتكيت لسوسته عشان يجبلى اللابتوب، بس قولتله إن عادل سارقُه منى، هو قالى هايتصرف.” شربت من الكوباية، كانت لونها عامل زى الحلبة بحليب.
” مين سوسته ده بئى؟” انا صح، كنت متأكد إنها كانت عرفاه.
“الجارسو الألباينو.”
“ده إيه ده؟”
“يابنى اللى لسه جايبلنا الكوكتيلز.”
“احا، هو ده سوسته؟” كنت هاتف الفوديكا من المفاجئة والطعم الخرى.
“أيوه، وبطّل شتيمة.”
“لا ياشيخة؟ ماشى.” كنت هاقولها على الأقل انا مابطلعش فى أفلام سكس، بس قولت بلاش.
“المهم، قابلت الناس اللى قالى عليهم هنا عشان نتفق هنعمل إيه، بس الموضوع باظ بعديها مش عارفة ليه.”
“إيه اللى حصل؟”
“عادل إختفى، وهما مابيردوش لما باكلمهم. سوسته قالى أجيب لابتوب جديد وأنفض للموضوع كله.”
“ده عيل إبن…بيثبتك عقبال مايلقوا الابتوب. هو اللى قالهم على موضوع الفيلم على فكرة.”
“مستحيل، سوسته بيعزنى، وكده كده مايعرفش حاجة عنه زى ماقولتلك.”
“عرف ياختى. انا سمعتهم بودانى.”
كانت ساكتة وبتفكر. صِعبت عليا وحيست إنها واحدة عريانة دخلت مدرسة ثانوية عسكرية بالغلط، فالفُسْحَة. بصيت فى الموبايل لقيت زبروميت مسدكول، ورسالة.
“رد يا عم المهم، شنبو ساب الواد التانى وطلع بالعربية، انا طلعت وراه.”
خدتها من إيدها وقوّمتها، “تعالى، لازم نمشى.” إيدها كانت ساقعة.
لسه هنتحرك ناحية الباب لقيت سوسته فاتح الباب وبيشاور لشنبو علينا، وبعد كده قفل الباب تانى. عين شنبو كانت بتقول حاجة واحدة بس: لو راجل إطلعلى. قعدت تانى. أكيد عرابى برا برضو، يا رب يكون فاق.
“هنعمل إيه؟”
مش عارف كانت خايفة ولا مستمتعة بالحوار، كده كده مش هيحصلها حاجة، هما عايزن الفيلم منى عشان يخدوا فلوس منها. انا اللى هيطلع دين امى، أو اللى باقى منه يعنى. إتصلت بعرابى.
“إنت فين ياحضظابت؟” خربان لسه ولا بيستخف دمه؟
“أسمع بس، انا فى المكان اللى شنبو واقف قدامه.”
“ده كباريه صح؟”
“إحنا هنأجره؟ إنت شايف شنبو؟”
“واقف ساند على عربيته مع واد إتنقع فى برسيل وهو صغير.”
“طيب انت معاك ناس؟”
“ناس إيه، انا جاى لوحدى، سبت صاحبى يراقب الواد التانى. عايز ناس ليه؟ هما إتنين، مش إنت معاك الفرد؟”
“تحت السرير.”
“أحا ياض، هو انا مديك برطمان مخلل؟ كويس إنى معايا الفرد بتاع كريم.” كنت سعيد فشخ بعند وغباوة عرابى فى اللحظة دى.
“طب بص، انا طالع للواد، لو حصل حاجة تعامل بئى.”
“طب إنجز، الجو ساقعة وانا راكب مكنة الواد صاحبى فى الهوا ده.”
“طيب، سلام مؤقت.”

خيال لمبة: قصة عِند وجَزّ سنان للكبار فقط جزء (6)

خيال لمبة: قصة عِند وجَزّ سنان للكبار فقط جزء (6)

  
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

بصّيت فى المراية العريضة اللى عرابى كان معلقها مكان مراية العربية الأصلية. كان فيه وش تانى عايز يطلع من عينى الشمال، وكان فيه دم نازل من راصى على حواجبى وحبة دم تانين بتوع الواد اللى خد الروصية. كان فيه كَلّو إبن متناكة فى راصى، مشيت بصوابعى على الجرح وعرفت إنه بينزف بس مش كتير. ماكنتش عارف أحدد الجرح كان أد إيه، كنت حاسس إنه بين ستة سَنْتى وأربعة كيلو. الدنيا ماكنتش حقيقية، كأنى فى حلم وكل حاجة حوليا كانت منغبشة. خدت بالى إن عرابى بيكلمنى.
“إيه، فيه حد ورانا؟”
“بشوف المهرجان اللى إتعمل فى خلقتى ده.”
“بسيطة يا عم، إحمد ربنا إن ماحصلكش أكتر من كده ولحقتك.”
“إبتدينا.”
“الحق على دين أمى، انا إبن متناكة اساساً عشان عايز أطمنك.”
“ياسيدى إنت برنس وعم اللى خلفونى كمان. إخرس بقى عشان عندى صداع وجسمى مخلع.”
الصيدلية بتفتح أربعة وعشرين ساعة والواد اللى بيقف باليل صاحبى وجدع وبيطلعلى ترامادول. دخلنا شارع الصيدلية الضلمة، كان متفرع من حسنين الدسوقى اللى كان على طول فيه ناس. مسحت الدم من وشى بمناديل وإستحملت هَبْدة العربية لما عرابى ماخدش باله وخيّش فى نقرة. طلعت سلم الصيدلية ساند على عرابى وكنت بفكر فى مليون حاجة. الموقف كان خرى بالكزبرة، معنديش أى فكرة مين مع مين ودخّلت نفسى فى حوار إبن وسخة مش عارف آخره إيه. كان نفسى أغمّض عينى ولاقى نفسى فى السرير، من غير مايطلع عندى كسر ولا قطع، من غير ماروح مستشفى، ومن غير ماحتاج أشرح أى حاجة لخالى.
دخلنا على أكرم، كان قاعد مفنْيخ قدام شاشة كومبيوتر، مشغل منير وقاعد على النت. من غير مايبصلنا قال بملل “مابنبعش دوا كحة.” خد باله منا وبصلى كأنه طول عمره متوقع إنى هاخش عليه بالحالة دى فى يوم من الإيام.
“أخو مروة مسكك معاها؟”
“إنت قديم نيك.”
“عملت فيه إيه ياعربى؟” سأل بس ماكنش مهتم.
عرابى بصله ببراءة، عمل فيها متواضع وماقلش إن هو اللى أنقذنى. أكرم قعدنى على كرسى ورا ستارة عملها عشان يدّى حقن من غير ما نص الشارع يشوف طيز الزبون. إتعامل معايا كأنه حلاق مبرشم: إمسك دى على عينك، وطى دماغك شوية، حاسب هارش مطهر، ده هايحرق، تعالى كده، مش محتاجة خياطة، خد الشريط ده وبقى حاسبنى، هات دراعك، بسيطة ماتبقاش سيس كده، فكه بعد يومين. عرابى كان واقف بيتفرج بإحترام. كان ديماً بيقدّر علم و”دكْترة” أكرم مع إنه لسه ماتخرّجش.
“مابتبيعش حاجة ساقعة؟” بص حاوليه وبعد كده قال بسرعة “أو عصير.” أكرم إتْجاهله وكمل شغله ببرود. “طب انا رايح أى كشك عشان عطشان، أجبله حاجة مِسَكّرة يادوك؟” أكرم هز راصه “وهاتلى انا كمان واحد مولتو أزرق.” طلبت من أكرم نقعد عنده حبة، وافق. كان بيحب يبقى معاه حد باليل عامل دوشة فى المكان وخلاص.
قعدنا بين رفوف الأدوية والشامبو ناكل المولتو ونشرب العصير. كنت كل شوية أفتكر ربطتى فى المخزن تحت النور الباهت، وكنت بشفُط العصير بغّل عشان أفكر نفسى إنى هربت، وإن الموقف ده خلاص عدى. فضلت أتكلم انا وعرابى فى حوارنا وأكرم على الفيس بيسمعنا أكنه بيسمع راديو. ممكن كنت بعزّه عشان كده، راضع ثبات إنفعالى.
قعدت أسمع عرابى وألعب فى البلاستر اللى بين شعرى، كان عمّال يقنعى بإننا لازم نجيب نهى من شعرها ونقررها، ولازم آخد بالى عشان العيال شافوا بطاقتى وعارفين انا ساكن فين، لازم نجيب الرجالة وميكروباص وندغدغ المحل على دين ابوهم، لازم ندفع فلوس للرجالة، لازم أستريح الأول طبعاً، ولازم يجيب عصير تانى عشان لسه عطشان.
كالعادة كان عنده حق فى حاجات كتير. راح الكشك تانى وسابنى سرحان. بصيت لأكرم أشوف لو عايز يقولى حاجة، كان مِركّز مع أغنية معرفهاش لمنير ومش معايا من أصله. يا نجوم الليل يا عيون سهرانة. أول حاجة كان لازم أوصل لسوسته، على عكس كلام عرابى، الغشومية مش هتنفع والعيال طلعوا مجرمين ومش فارقة معاهم، وانا بالرغم من كل حاجة مش عربجى ولسه عندى أمل ضعيف فى مستقبل مش عايزه يضيع. والدنيا قليل تضحك ويّانا. انا عرفت أوقّع بينهم بس لو قعدوا مع بعض الموضوع هايتْحل. أوصل لسوسته إزاى؟ قلبى مزامير بتغنى يا خال. المفروض إن خالى نايم دلوقتى، انا معايا المفتاح، مش هياخد باله، هانام ولما أصحى بكره هايكون راح الشغل. وبكره؟ هاتصل بنهى ونكشف ورقنا بقى. والحب ده طير فالهوا رحّال. شنبو وطقم الشاهين لازم يتراقبوا، صحيح مش عايز أحْتك بيهم تانى دلوقتى بس لازم يبقوا تحت عنينا. بدل مابْقى خايف هايجولى المنطقة إمتى، هاخلى عرابى يكلم أى حد معرفة من المنطقة عندهم يتابعهم. وعلى حسب كلام نهى هانتصرف معاهم بعدها. فكرة إنى أنفّض للموضوع كله وأتمنى إنه يختفى كانت مرفوضة، أحسن وسيلة للدفاع الهجوم على رأى برنس الحروب نابوليون، ده غير إنها قفّلت معايا خلاص ولازم أعرف الحقيقة. دانا واد خَيّال عاشج الترحال على جَد الحال. صحيح، كنت عايز أتصل بفوئش أشوف عمل إيه فى موضوع اللابتوب، عشان لما أشوف نهى يبقى عندى ورقة ضغط لو حاولت تتشرمط عليّا. مواعيد مواعيد كله بمعاده.
عرابى رجع وكان باين إنه عايز يمشى. وانا خلاص كنت جبت جاز ومش هاقدر أعمل أى حاجة تانى الليلة دى. حاسبت أكرم من فلوس “المهمة” وحطيت الباقى فى المحفظة وانا مدّى ضهرى لعرابى. خرجنا فى السقعة، المطرة كانت وقفت من بدرى وكان فاضل بس البرك والطين اللى سابتهم وراها. عرابى قرر يوصلنى لبيتى من غير ماطلب منه، للأسف كان جدع برضو.

“هتعمل إيه؟”
“النهار ليه عنين.”
“هو انا بقولك نجيب عيال ونروح نضربهم دلوقتى؟”
“مش قادر أفكر حتى يا عرابى.”
“ماشى، بس ماينفعش نستنا كتير، لو…”
“إنت جبت الفرد منين؟” كنت عايز ألهيه عن حوار المعركة اللى عايز يعمله ده.
“فرد إيه؟” عمل عبيط.
“ده.” شاورتله على الفرد اللى كان مرمى على الدواسة تحت رجلى.
“أه، ده فرد إحطياتى كده لقيته فى العربية.”
“يا سلام.”
“بقولك إيه، ماتقعدش تعملى فيها عم الناظر، لولا الفرد ده كان زمانك متْشرّح بكَتّر.”
“طب انا هاخده معايا.”
“هاتعمل بيه إيه؟”
“هصتاد بط.”
“هيع هيع، مانتا لو عايز تتصرف لوحدك مش هديهولك، إنت إبن ناس برضو ومش هتعرف تسد مع العالم دى.”
كنت هاقوله مافيش إحترام للأشقيا، وبعدين إفتكرت.”يا عم مش عايز أمشى من غير سلاح بعد النهاردة، إستريحت؟” كنت عايز الفرد عشان مايبقاش مع عرابى وخلاص. كنت عايز أضمن إنه مش هيتجنن الكام ساعة الجايين وانا نايم. إقتنع، وحسيت إنه راضى عن نفسه نيك بعد مافتكر إنى مهزوز وخايف من العيال، إشطة عملت اللى انا عايزه برضو. وعشان أشغله فى حاجة ليها فايدة قلتله على حوار مراقبة العيال. عجبه الموضوع ووعدنى إنه من الصبح هايزبط الحوار. خليته يقف برا شارعنا عشان مايصحّيش العمارة كلها من صوت الماتور. خبّيت الفرد تحت البالطو وسندته بدراعى المربوط. سلمت على عرابى ونزلت.
مشيت على مهلى لبيتنا. ماكنش فيه حد فى الشارع. مافيش غير صوت ونور خُفاف جايين من صالة بلياردوا فى العمارة اللى جنبنا. بصّيت على شباك أوضة خالى، النور كان مطفى. القمر كان باهت، عامل زى ختم الحكومة، ليلة تانية خلصت، روّح نام.
دخلت من باب العمارة وإرتحت، كنت خايف حد يشوفنى كده. كان عندى شعور إبن شرموطة بالغضب والعجز، حسيت كأنى واحدة إتْعاكْسِت. طلعت السلم الضيق واحدة واحدة. كل خطوة كانت بتوسوسلى، فكك من أم الحوار ده كله، إديك طلعت منه بقرشين وعلقة تفوت ولاحد يموت، نــــــــــــــــام.
مسحت الجزمة فى الدواسة وقلعتها، كنت هاقّع بس سندت على الحيطة بدراعى المربوط والفرد هو اللى وقع منى على بلاط السلم. إستنيت شوية، ماكنش فيه صوت. خدت الفرد وفتحت الباب وانا ماسك بقيت المفاتيح عشان متشخللش. مشيت فى الضلمة ناحية أوضتى. كل خطوة للسرير كانت بتخلينى عايز أنام أكتر، أكنّى مزنوق وعايز أخش الحمّام. خالى كان نايم وصوت شخيره، اللى عادةّ بيبضنى، كان بالنسبالى زى الموسيقى. يشَخَّر أحسن مايشخُرلى.
قعدت سبع ساعات أقلع هدومى. كل حاجة بقلعها كنت بلاقى تحتيها كدمة او جرح. خبّيت الفرد تحت السرير ونمت من غير مالبس حاجة وإكتفيت بالبطانية. أول مافردت رجلى حسيت إن السرير بيسحب الوجع من جسمى. كنت لسه سامع أصوات ودوشة اليلة السودة دى فى ودانى، بس بعد شوية ماكنتش موجود عشان أسمع أى حاجة.
كنت واقف تحت برج من أبرج عثمان ببص على جثة شنبو اللى كانت فى نص الشارع. عواميد النور كلها كانت بتشاور عليها، كإنها على مسرح. كان فيه بوكس جاى ناحيتى من آخر الشارع. إزاى لحقوا؟ مش انا اللى قتلته، بس مش هاينفع أفتن على عرابى. جريت ناحية جراج البرج ونزلت بسرعة قبل ما البوكس يشوفنى. صوت جزمتى على مَنْزَل الجراج كان بيهز البرج، سمعت أصوات جزم تانية ورايا. كان واحد بس فى أول الممر، وشه مش باين. فضلت أجرى وهو ورايا. كنت سامع صوت حيوانى طالع منه، صوت نَفَسُه بقى أعلى من صوت جِزمْنا خلاص. بصّيت تانى وريا وشوفته على حقيقته، كان وحش أسطورى إبن متناكة، جسمه جسم أمين شرطة وراصه راص كلب مكافحة مخدرات. إفتكرت إن معايا الفرد وفرحت نيك. طلّعت الفرد من البالطو ولفيت دراعى ناحيته. كان بيقرب منى خلاص وفى آخر كام خطوة جرى بإيده ورجله وراح ناطت. الشاكوش دق والفرد فرقع فى وشه، طار مترين ووقع على ضهره. وقفت وحاولت أولع سيجارة بماسورة الفرد اللى كانت سخنة نار. الوحش إتحرك، رميت السيجارة والفرد وطلعت أجرى من غير مابُص تانى. كنت حاسس إن كل عفاريت الدنيا بتجرى ورايا. إستخبيت تحت عربية وبصيت ناحية صوت جزمته. شوفت حركة رجله العصبية وهو بيدوّر بين العربيات. الأول كنت فاكره بينهج وبعد كده فهمت. كان بيشمشم عليا. احا، هيعرف مكانى من ريحة الترمادول. كان بيقرب، حاولت أتحرك بس لما بصيت على جسمى إكتشفت إنى مزنوق تحت العربية. بصيت ناحية رجله تانى لقيت سنانه فوشى.
صحيت مخضوض. هَدّيت نفسى. بصيت للسما من ورا الشيش، احا نمت للفجر بس؟ كويس، حسيت إنى بعد أكلة حلوة هبقى مية مية وهفوق لولود الشرموطة دول. جسمى كان منمل وحسيت إنى هاكسّر السرير وانا بتمطّع. مديت إيدى وجبت الموبايل من على الأرض عشان أشوف الساعة كام بالظبت. كان فيه زبروميت مسد كول، والساعة كانت ستة المغرب. لسه هاشوف مين اللى كلمنى، فوئش إتصل والموبايل إتهز فى إيدى.
“كنت فين يا عم إنت؟”
“كنت نايم، وصلت لحاجة؟”
“مش هاتصدق لقيت إيه على اللابتوب.”
#راجع_ينتقم
#يتبع

خيال لمبة: قصة عُنف وغشومية للكبار فقط جزء (5)

خيال لمبة: قصة عُنف وغشومية للكبار فقط جزء (5)
الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى  
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

كنّا تقريباً فى دار السلام. عرابى كان عارف المنطقة وعامل فيها مرشد سياحى.
“المترو هتلاقيه أخر الشارع ده.”
“احا يا عرابى، انا مش جى أشترى شقة، ركز مع العيال.”
الشاهين كانت قدامنا بعربيتين وشنبو كان مهدى وبيدور على ركنة. كنت خايف يكونوا بيعملوا مشوار وبنضيع وقت، بس قلت حتى لو الكلام ده صح، لما نوصل فى الآخر لهما قاعدين فين، هنخلص كل الحوار ده لو عادل طلع هناك. كانوا بيخشوا الفيلا كإنها بتاعتهم، وبيروحوا فى اى وقت. لإما هما عارفين الواد فين، لإما عارفين إنه مش هيرجع الفيلا تانى. الشاهين وقفت جنب مدخل شارع ضيق وإحنا وقفنا الناحية التانية بعيد عنهم.
“شكلنا هننزل فى المطر يا عرابى باشا.”
“ننزل يا فارس بيه، ماننزلش ليه؟”
مدينا وراهم بس لقينا شنبو طالع تانى من الشارع ورايح للعربية. هدينا وإحنا بنعدى وكملنا للناحية التانية. شنبو دخل العربية ودور.
“إرجع العربية وخليك وراه، انا داخل ورا العيال.”
“بلاش أسيبك لوحدك هنا.”
“تصدق مافيش إحترام للأشقيا؟”
سبته ودخلت الشارع. كان بيجرى ناحية العربية عشان يلحق الشاهين. عملتله بإيدى علامة “موبايلت بقى” قبل مايركب. دوّرت على العيال، كانوا فى آخر الشارع. مديت شوية وكنت خايف أتزحلق فى الطين. الحشيش كان عمّال بيطير من نافوخى بعد كل خطوة بس الترمادول لسه عمال بيزقنى لقدام. ومع كل خطوة كنت عمال أكتشف أد إيه انا عبيط وهودى نفسى فى داهية.
فضلت ماشى وراهم وانا بحاول أحفظ اى علامات ممزية فى كسم الدهاليز دى. وصلنا لشارع ساكت، قبل مايخشوه واحد فيهم بص عليا وكنت متأكد إنه شافنى، أو بيتأكد إنى لسه وراهم. كان ريقى ناشف وحاسس إنى عايز أرجّع، كس ام الحشيش. مشيت برّاحه ناحية الشارع اللى دخلوه، سندت على الحيطة وملت شوية عشان أشوفهم من غير مايخدوا بالهم منى. كانوا بيرفعوا جنزير محل وداخلين.
وقفت مش عارف أعمل إيه، مشلكة الشوارع دى إنك ماينفعش تقف فيها كده من غير ماحد يجى يسألك إنت بتعمل إيه هنا. ولعت سيجارة وسندت بضهرى على الحيطة، طلعت التليفون. إتصلت بعرابى بس موبايله كان مرفوع من الخدمة. فكرت أتصل بفوئش بس خدت بالى إنى بعمل أى حاجة عشان ماتحركش وخلاص. ندمت إنى ماخدتش المطوة من عرابى، ومشيت ناحية المحل وانا ماسك السيجارة السوبر كإنها سلاح.
“سلامو عليكو.”
دخلت المحل بس ماكنش فيه حد. كان محل بويات صغير وكان فيه باب مفتوح ورا المكان اللى بيقف فيه البياع، شكله بيودى على مخزن. فكرت أخش أشوف فيه إيه جوا بس لقيت واحد منهم طالع.
“خير؟”
إبتسامته ماريحتنيش. قبل مافكر فى حاجة أقولها سمعت صوت تنقيط مية وحسيت بحركة ورايا، لقيت الواد التانى نازل على دماغى بشومة. رفعت دراعى الشمال وحسيت إنه إتكسر من غباوة الضربة. كان هيرفع الشومة تانى بس دخلت بدماغى فى وشه وفضلت ماسك إيده. التانى كان ماسك حاجة بتلمع وجايلنا، حاولت ألف الواد أبو شومة وأرميه عليه بس ملحقتش، خدت شلوت فى جنبى والشومة إدَّفَسِت فى بطنى. وقعت على الأرض وعرفت إن الحوار خلص. الوقعة بموته. حاولت أحمى نفسى بإيدى ورجلى بس بعد كام ضربة الوجع كان بيخف وصوت شتيمتهم كان بيبعد. خدت ضربة تانى على دماغى، حسيت بهزّة مش وجع، وبعد كده ماحسيتش بحاجة.
كنت واقف باليل تحت برج من أبراج عثمان بحاول أولع سيجارة. ركزت عشان كان فاضل عود كبريت واحد. أول ما لمس الشطّاطة، علبة الكبريت كلها ولعت وإيدى إتحرقت. كنت سامع سرينة عربية المطافى ووقفت مستنيها وانا بتحرق. خدت بالى إن فيه جسم مرمى على الأرض تحت البرج، كان بيتحرك؟ عربية المطافى جَت وكانت شاهين نبيتى. نزل منها شنبو والعصابة لابسين لبس المطافى وجريوا عليا بالخرطوم. كنت بحاول أوصل للجسم قبل ما البرج يقع عليه. سمعت رجليهم بتقرب وواحد فيهم ندهلى. بصيت ورايا ومية الخرطوم إنفجرت فى وشى.
“إتصلت بعلاء؟”
“موبايله غير متاح.”
“رش مية على الواد ده تانى، لما نشوف آخرتها.”
كنت حاسس إنى إتحولت لكدمة كبيرة، كل حتة فى جسمى كانت بتصرخ وحسيت إن مخى ورم ودماغى بقت صغيرة عليه. إفتكرت الأول إنى شخيت على روحى وبعد كده خدت بالى من الجردل اللى تحت رجل الواد. ماكنتش عارف أركز فى أى حاجة وكل الخطط اللى بفكر فيها عشان أهرب كانت عبيطة، ومع كل فكرة فاشلة كنت بكتشف أد إيه هايطلع دين أمى.
“صحى النوم يا قطة، إيه العلقة كانت شديدة عليكى؟”
كنت شايف حاجتى محطوطة على ترابيزة وراهم، كان واحد فيهم بيقلب فى محفظتى، خد منها الفلوس وحطّهم فى جيبه.
“قولى بقى يا عم فارس، كنت ماشى ورانا ليه ومين زقك علينا؟”
إستمْوت وعملت عبيط. الموابيل كان على الترابيزة وكنت بفكر فى أى حاجة أعملها عشان أوصله وأتصل بعرابى.
“انا كنت ماشى فى الشارع عادى يا عم أنت، فكونى.”
“ماتحورش يا متناك.”

خيال لمبة: قصة رغبة وحرمان للكبار فقط جزء (3)

خيال لمبة: قصة رغبة وحرمان للكبار فقط جزء (3)
الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى  
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

أحلى حاجة فى فوئش إنه زكى بس حمار. الإنجليزى بتاعه حلو وكان بيفهم فى الكومبيوتر وبيعمل برامج ومواقع، وكان بيحب نيو بتاع فيلم ماتريكس ومعتبر نفسه نيو بتاع مصر. كذه مرة جيتله لقيته لابس جلبية سودة عاملة زى الشوال ونضارة شمس خدوده رفعاها لغاية حواجبه. المهم، كان حمار بقى عشان فاكر إنى بفهم أى حاجة من كس ام الألغاز اللى بيقولهالى وهو “بيفهمنى” هيعمل إيه عشان يخش على جهاز الواد.
“انا هبوّت من الدوس لنسخةلينكسعلى الفلاشة وبعدين هايقنوسكناتلسيناثصضهرتجخصلتةسشينكبصلخضتلةلقحجثصهعلنرب ونقدر نعمل اللى إحنا عايزينه.”
“أيوه، يعنى الحوار ده هياخد أد إيه كده؟”
“مش كتير، بس انا بنقل حاجة من على الفلاشة، رُبعاية كده وتخلص.”
“طب انا هريّح على الكنبة شوية، صحينى لما تخلّص.”
كنت خلاص بسقّط وجسمى همدان فشخ. كان عندى صداع كبير، وورا كل عين صداع صغير. قلعت الجزمة ونمت بالبالطو على الكنبة تحت الشباك. فوئش كان دايماً بيقعد فى الضلمة وحبة الشمس اللى داخلين من بين الشيش هما اللى كانوا منورينها. قفلت عينى وسرحت مع صوت تكتكة فوئش على الكيبورد، نمت على طول.
كنت واقف تحت برج من أبراج عثمان فى ليلة ساقعة تلج. كنت وقاف فى الهوا بقالى نص ساعة بحاول أولع سيجارة ومش عارف. فاضل عود واحد فى علبة الكبريت. فجأة بصيت لفوق ولقيت البرج طالع لغاااااااااية السما. رغم البُعد كنت شايف نهى كويس وهى واقفة على سور السطح خايفة وبتندهلى. البرج كان عمّال يعلى وحاولت أزعقلها عشان تنط بس صوتى ماكنش طالع. فردت درعاتى وحاولت أقدّر الحتة اللى هتقع فيها. فِهْمت انا عايز إيه ونطط. شعرها وصريخها ملوا السما وغطوا على القمر وهى بتقرب عليا بسرعة. بصيت لعنيها لما كانت قصادى على طول، يادوبك أبعد من دراعى المفرود. عِرْفت إنى أقدرت المسافة غلط ومالحقتش تلومنى. إختفت من مستوى نظرى والأسفلت إنفجر تحت رجلى.
قمت جسمى واجعنى وقلبى مقبوض. فوئش كان قاعد بيقلب فى جهاز الواد ومدينى ضهره.
“إيه يلا، مش قولتلك تصحينى لما تخلّص؟”
“صاحب الجهاز مزاجنجى، قاعد بتفرج على كولكشن السكس اللى عنده. قولت أسيبك تنام شوية “
“يا حنين. لقيت حاجة تانية غير السكس طيب؟”
“انا سايبه بينقل وبشتغل على فكرة، شغلتلك أكونت الفيسبوك بتاع الواد على البراوزر أهو.”
“زيح طيب عشان أقعد.”
قفلت فيلم السكس اللى كان شغال وقعدت أدور فى أكونت الواد.
“هو مال الويندوس بتاعت الجهاز ده غريبة ليه؟”
“أحا يابنى، أومال كنت بتهز راسك ليه لما قولتلك هنخش من نسخةلينكسعلى الفلاشة؟”
“بخدك على قد عقلك عشان ننجز، سبنى بقى أشوف فيه إيه على دين أم الجهاز ده.”
“مش هتقولى بتاع مين طيب؟”
ماردتش عليه. كنت مبضون من حاجة مش عارفها وإبتديت أستسخف الحوار كله. كنت حاسس ان الموضوع كبير وماكنتش عارف المفروض أعمل إيه. عايز اللاب ده يساعدنى بأى طريقة. الواد كان عنده راسايل كتير فى الإنبوكس ماتقرتش. قلبت فيهم، كان فيه حبة حلوين بالإنجليزى، مالناش دعوة.
فتحت الرسايل اللى بعتاها نهى. بكْره كسم الفرانكو ده. كان فيه تلاتة “انت فين يا بيبى” خمسة “إتصل بيا ضروري” وواحد وش حزين. كان كل الرسايل اللى قبلهم كلام إتنين متصاحبين ومقدينها، ورغم انى قعدت أقرا بإهتمام وغل، مالقتش حاجة ليها علاقة بإن الواد إختفى. واضح ان نهى ملهاش فى الحوار. بس إستغربت ان موضوع النايت كلب كان عُبارة عن سطرين. كان بيسألها مين الناس اللى كانوا معاها فى يوم معين عشان واحدة صاحبتهم قالتله إن نهى كانت قاعدة وحوليها ناس غريبة، نهى كتبتله “هاقولك لما نتقابل،” وماتكلموش تانى بعد كده مع بعض. برضو مش فاهم حاجة، إيه اللى عصابة الشاهين النبيتى عايزاه من الابتوب؟
ولعت سجارة وخدت بالى إن فوئش ماكنش فى الأوضة. الموقف دلوقتى مايع ومش مفهوم. قررت أخلى اللاب عند فوئش يقعد على الهارد يفلّى أمه وبالمرة يترجملى الرسايل الإنجليزى اللى على الفيسبوك، ممكن أطلع منهم بحاجة. بس ماكنتش عايز أضيع وقت عشان الحوار ده ممكن يطوّل، انا عايز أوصل لإجابات مبلوعة عشان أقولها لنهى فى أول فرصة. اه صحيح، ممكن أطلب أقابلها النهارده عشان أسألها عن إيه اللى ممكن يعوزه حد من لابتوب عادل. ناديت على فوئش. سمعت صوت تلاجة بتتقفل، جه وكان بيعدل بنطلون البيجامة.
“انت فين يا عم، عايز أمشى.”
“كنت فى الكنيف، بعمل تقيل وخفيف.”
“أومال بتلوغ فى إيه دلوقتى؟”
“ياعم دى بيتزا بارده، أجيبلك؟”
مارضيتش آكل عنده وحكيتله الحوار عشان يبقى معايا فى الصورة وهو بيدوّر فى اللابتوب. بعد ماحكيتله حاول يقنعنى إنه ممكن يساعدنى ويجى معايا وانا “بحل اللغز.” ماكنتش عايز أدوّر على عادل وفيه دبة لازقة فى ضهرى وبتتنفس فى قفايا. إتفقنا إنه هايسعدنى بقدراته العبقرية فى عالم الكومبيوتر والنت وإنه هيتصل بيا لو لقى حاجة مهمة. كُله بالحنية بيفُك.
نزلت من عنده على هوا المغرب الساقع على طول. كانت عينى لسه ماتعودتش على النور برا وكنت لسه تعبان. حبة النوم دول هيخلونى أكمل لبلّيل. خدت نص قرص تانى تأكيد، ووقفت فى مدخل العمارة أفكر. فوئش عنده حق، انا عايز حد يساعدنى، غير فوئش طبعاً. انا عارف ده كويس بس الوحيد اللى ممكن أعتمد عليه فى الحوار ده، مايُعتمدش عليه. عرابى كان واحد صاحب منصف من أيام البلطجة والثانوية العسكرية، كان صايع وبيحب الحوارت والمرازية فى خلق الله. مشكلته انه غشيم ومابيسترش، وشكل أمه غلط، هيخوّف الزباين اللى زى نهى. كنت ساعات باخده فى “مأموريات” لو متوقع قلق او عايز إيد تانية معايا.
إتصلت بنهى الأول. إتمشيت لحد محطة الأتوبيس اللى فى ميدان الحرية وقعدت على الدكة وانا مستنيها ترد. الميدان كان مليان والناس كانت مئريفة كلعادة، وماتش كل يوم بين العربيات اللى عايزة تخش مية وخمسة والعربيات اللى عايزة تكمل للكورنيش كان شغّال كالعادة. كل ده أختفى لما ردت عليا وصوتها مسح قلق رنة التليفون من ودانى.

خيال لمبة: قصة حيلة ودهاء للكبار فقط جزء (2)

خيال لمبة: قصة حيلة ودهاء للكبار فقط جزء (2)

          
الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

بصراحة انا بحب أخش بيوت الناس من وراهم. معملتهاش كتير، بس كنت مابفوّتش فرصة لو الحوار كمان هيدّفعلى فيه فلوس. الصالة كانت مكركبة وكان باين ان فيه خرتيت عازب عايش هنا. قعدت على الكنبة وقلّبت فى الزبالة اللى على الترابيزة. ورق بفرة، علب سجاير فاضية متاخد منها كل الكرتلات، و، أحا، حتة حشيش. مع انى ماليش فى الحشيش أوى خدتها عشان كانت تعملّها خمسيناية وممكن أعمل بيها اى مصلحة.
إتمشيت فى الدور الأول بدوّر على اى حاجة مريبة. المطبخ كان كله شنط محلات أكل مشهورة، واحدة فيهم كانت لسة مليانة، شميت الساندوتش لقيته معفن. خدت إزازة فانتا من التلاجة وطلعت الدور التانى. الواد ده شكله هربان من حاجة، او إتخطف، او سافر يصيع فى حتة، او اى حاجة تانية، مش عارف. إتمنيت أتكعبل فى جثته فوق عشان أريح دماغى واخد بقيت الفلوس، وبالمرة أواسى نهى بقى وأعرّفها ان فى رجالة كتير فى البلد غيره.
الدور التانى كان فيه أربع أوض كل واحدة أد محل منصف. تلاتة كان باين انهم بتوع أهل الواد، كانوا معبّقين والتراب خلى البياضات تغْمق. الحمام كان على عكس ماتوقعت نضيف وكان فيه يجى ست علب جل على الحوض. مكانش فيه جثة فى البانيو للأسف. أوضته كانت زى الصالة، غالية بس متبهدلة. فتشت الدولاب بس ماكنتش عارف بدور على أيه بالظبت وسط لبسه المرْكات، سرحت شوية وبعدين خدت بالى انى بقلّب فى الهدوم كأنى هشترى. قعدت على طرف السرير وفتحت اللابتوب بتاعه. كل المعلومات هتبقى هنا، على الأقل هشوف كان بيشيّت مع مين وفى إيه قبل مايختفى. ابن الوسخة كان عامل باسورد.
كملت إزازة الفانتا وانا باصص لبواقى أكل بين زراير الكيبورد وبفكر فى كلمة تانية أجربها. جربت نهى وعادل لوحدهم، ومع بعض، وكل أسماء الدلع اللى ممكن تمشى مع الإسمين، وكل أرقام التليفونات اللى البت إدتهالى، ولا اى ابن متناكة. قررت آخد اللاب معايا واديه لفؤاد، واد صاحبى عايش فى دور الهاكرز وممكن يكرّكه. قمت أدوّر على شنطة اللاب بس لمحت من ورا إزاز البلاكونة عربية شاهين نبيتى واقفة قدام البوابة، أكيد ماكنتش موجودة وانا داخل. دققت لقيت الجنزير والقفل مرميين على أرض الممر، احا. جريت ناحية باب الأوضة وبصيت فى الطورقة، مافيش حد. إتْسحّبت ناحية السلم ودلدلت راسى عشان أشوف فيه ايه تحت. خيال إتنين رجالة سبق صوتهم.
“ياعم سيبك من ام الموبايل ده، ما سوسته قالك الحاجة على كومبيوتر الواد.”
“سوسته ده عيل ابن متناكة بيحوّر، بس ماشى خلينا ورا الكداب.”
“طب دوّر انت هنا وانا هدوّر فوق.”