الأربعاء، 15 يونيو 2016

خيال لمبة: قصة حياة وموت للكبار فقط (11)

خيال لمبة: قصة حياة وموت للكبار فقط (11)
          

الكاتب بسام نبيل كاتب ومفكر مصرى

مش عارف قعدت كده أد إيه. رَفّعَت راسى وبصيت على نور القمر اللى جاى من ورا قضبان الشباك الحديد. تخيلت نفسى باصص من شباك أوضتى بشرب سيجارة وزهئان. جالى شعور مفاجئ بالأمل وصممت أطلع من هناك، وبرضو آخر نُص معايا ساعد شوية. قومت وقعدت ألف حوليا. الباب مش جامد، بس الفكرة إنى مش عاوز أعمل فرح وانا خارج.
مش عارف إزاى إفتكرت حوار بكار. مع إنى كنت بتبضن من الكارتون ده شوفت مرَة بكار بيطلع من أوضة محبوس فيها وانا عيل والحوار ده عَلّق معايا. بصيت من خرم الباب لقيته مسدود، إشطة سابو المفتاح. قعدت أدور على حاجة رُفَيعة لغايةّ لما لقيت مسمار كبير مرمى جنب صناديق وجراكن.
قلعت البالطو، فردت طرفه على الأرض وعديته من تحت الباب. طَلّعَت يجيى رُبعه عشان أتأكد. خدت المسمار من شافيفى وحشرته فى خرم الباب، زقيت بيه لغاية لما المفتاح وقع برا. صوت الوقعة كان مكتوم وعرفت إنه وقع على البالطو. شديت بشويش والمفتاح جالى لغاية عندى. كله بالحنية بيفُك. شكراً يا عم بكار.
قومت ولبست البالطو تانى. يابو كف رقيق وصُغير. فتحت الباب أكنى ببطل مفعول قنبلة وبصيت ناحية نور الصالة. حمادة كان قاعد على الكنبة وساند رجله على الترابيزة. كان مديلى ضهره. إتحركت بشويش وانا بفكر هاعمل إيه. مش هاعرف أطلع الدور التانى من غير ما يحس بيا، الكلام ده فى الأفلام بس. كنت خلاص قربت منه. جيت من فوقه وخطفت الفرد من إيده. حاول يقوم بس قعدته وعملتله هُص بصباعى.
كلّمتُه بصوت واطى، “لو فاكر إنى باقى على أى حاجة تبقى عبيط، هتحاول تعمل صايع هازعلك.”
فضل ساكت وباصص على الفرد.
“سيب موبايلك هنا وأطلع من الفيلا ما تتلفتش وراك.”
كان شكله مش مصدّق بس طَلّع موبايله وحطه قدامه. قام ومشى ناحية الباب على مهلُه وهو فارد إيده لجنب. إديته شلوت خفيف على الطيز عشان ينجز، بص لورا قال بيعترض يعنى. لما خرج قفلت الباب وراه برّاحة وتَرْبِسته. ماكنش فارق معايا هيروح فين ولا هيعمل إيه، خلاص الحوار هيخلص دلوقتى، يا صابت يا خابت.
السِلّم كان بيزيّق وماكنش فيه صوت جاى من فوق. باب الأوضة كان موارب وطالع منه النور أكنه بيهرب. قلبى كان عامل زار وريقى كان أنشف من أولويز بالأجنحة. رَفّعت الفرد فى مستوى كتفى وبصيت براسى جوا الأوضة. نزّلت دراعى بالحركة البطيئة ودخلت أكنى مِتنَيّم مغناطيسى.
نهى كانت قاعدة على الأرض وحاطة إيدها على روكبها. الدموع سيّحت مكياجها ونور الأباجورة التقيلة اللى مرمية قدامها خلاها عاملة زى الشبح. جسم عادل كان شكله أضخم من اللازم فى النور ده، كان مرمى على الأرض أكنه مطب عريض. زقيته برجلى ماتحركش. نهى كان باصه ناحيتى زى العُمى. عملتى إيه الله يخرب بيتك.
قعدت على السرير وسندت دراعى على الفرد. ماكنتش محتاج أعرف منها أى حاجة. كنت عايز أعرف انا هاعمل أيه.
“مات؟” بصتلى أكنها لسه صاحية من النوم.
“لأ، بيلعب ثَبِّت صنم.”
عيطِّت.
ماكنتش قادر أبقى الصدر الحنين فى الظروف دى. ولّعت سيجارة عشان ماكنش فيه اى حاجة تانية تتعمل. نهى قامت وقعدت تعدل هدومها أكنها متبرمجة.
“لازم نمشى من هنا.”
ماكنتش مركز معها.
“فارس؟”
“عايزة إيه من خرا؟”
وطت صوتها، “لازم نمشى.”
“وبعدين؟”
“ننسى الموضوع، ملناش دعوة.” لما إتحولت كده حسيت إن فى جردل مية ساقعة إدلق عليا فوقْنى من الغيبوبة اللى كنت فيها.
زعقت فيها، “هو الواد ده مالوش ناس تسأل عليه؟ ما أكيد الحكومة هتخش فى الحوار، لو مش دلوقتى يبقى بعدين.”
“هنعمل إنه إتسرق، ماحدش هيدقق.”
“إزاى يعنى؟ لازم هيسألوا الناس اللى حاوليه على الأقل، ده قتل يمّا.”
“ملكش دعوة، انا اللى هتسأل مش إنت.”
ماكنش عندى اى شك خلاص إنها هتعرف تكذب على أى حد هيحقق معاها.
“انا كده كده، ماشية، عايز تقعد براحتك.” مِشيت ناحية الباب.
قبل ماتطلع سمعنا صوت الشاهين. نور فوانيسها دخل لغاية عندنا من بين الستاير.
“إنزلى إفتحيلهم.”
فكّرِت شوية ونزلت.
قومت أبص، كان نور العربية إتطفى. خدت آخر كام نفس من السيجارة ورمتها من البلاكونة. مش عارف حوار السرقة ده ينفع ولا لأ. كنت عمّال أقنع نفسى إن الحكومة عندنا مبتتعبش نفسها، هيلبّسوها لكام عيل مسجل خطر ويقفّلوا الموضوع على كده. ومش عارف بقى حوار البصمات يتخاف منه ولا هيبقى اى كلام. كان فيه مليون إحتمال بيلفوا فى دماغى وفوقت لما عرابى وشنبو دخلوا عليا، حذرهم إتحول لخَضَّة فى ثوانى.